بيانات الجاني
• العمر : ( 33 )
• المؤهل العلمي : ( ثانوي )
• الحالة المادية للأسرة : (سيئة )
• عدد أفراد الأسرة ( 5 )
• هل له سوابق ( نعم )
شاب في عقده الثاني بدأ حياته بشكل طبيعي عاش في أسرة فقيرة كان طموحه التغيير من وضعه ووضع أسرته بأي طريقة كانت ومن منطلق الغاية تبرر الوسيلة انطلق في البحث عن طريقة كانت الأسهل من وجهة نظره، بدأ في ترويج المخدرات قبض عليه في عدة قضايا بدأت صغيرة وكبرت مع السنوات التي أمضاها في السجن .
في المرات المتكررة التي قبض عليه لم يفكر في التوبة ولا التراجع والعودة من ذلك النفق المظلم الذي بدأ السير فيه وكان مصرّاً على مواصلة ما بدأه إلى النهاية أياً كانت .. روى قصته بشجاعة لم يتردد في ذكر كل التفاصيل حتى وإن كانت تدينه ،أكد بأن مدمن الترويج لا يقل مرضاً عن مدمن المخدرات ويجب أن يعالج وتخصص مراكز خاصة لعلاجه .
بداية ونهاية
مروج المخدرات التائب ( محمد ) روى لنا قصته كيف بدأت وكيف انتهت من خلال حديثي معه شعرت بأنه عازم على التوبة بالفعل لكن بعد فوات الأوان .. كل ما يريده نقل تجربته المحزنة للمجتمع لعل أن يستفيد من يفكر في ترويج هذه السموم ويراجع نفسه قبل أن يصل لهذه النهاية .
يقول محمد من زنزانته في سجن الدمام : قصتي حقيقية عاصرتها مع المخدرات وتجارتها ،بدأت منذ عشر سنوات قضيتها في الضياع والهلاك والدمار قصتي بدأت منذ أن عرفت الدنيا وعرفت آلم الفقر والحرمان نشأت في أسرة أنا اكبر أبنائها والدي رجل متدين طاعن في السن وهذا الذي جعلني أتصرف من تلقاء نفسي الأمارة بالسوء لأني افتقدت التربية الصحيحة والمتابعة من والدي وهذا أمر مهم لأن أكثر أسباب انحراف الشباب هو قلة الوازع الديني وإهمال الوالدين لهم ، كبرت وعشت سن المراهقة ،حاولت أن أعيش كما يعيش من هم في مثل سني، أحلم أن أمتلك سيارة وملابس جديدة بالرغم من ظروفي العائلية الصعبة ،أضاعوني رفقاء السوء والشيطان ،وبدأت رحلتي مع المخدرات بدأ مشواري مع المخدرات خطوة خطوة وتطور بي الحال حتى قبض علي في قضية ترويج كانت الأولى لكنها لم تكن الأخيرة ،حكم علي بالسجن ثلاثة أشهر ،وهذه كانت بداية لتوسيع علاقاتي بالمروّجين ،لأني تعرفت في السجن على من هم أكثر مني خبره في الترويج تواصلت معهم بعد خروجي وبدأت أروج بشكل أكبر ،أصبحت أجني مبالغ خيالية من الترويج لم أكن أتوقع أن أمتلكها يوماً من الأيام ،إلى أن قبض علي في قضية أخرى ،وهي حيازة كمية من الحبوب المخدرة ،وحكم علي بالسجن لمدة ٥ سنوات ،واستمريت في نفس الطريق لم أكن أفكر في التوبة بل عازم على مواصلة ما بدأت ،وبعد مرور عامين خرجت من السجن بعد شمولي بالعفو وحاول والدي إصلاحي بالزواج فتزوجت وزادت أعباء الحياة ،بحثت عن عمل فلم أجد عدت للترويج لكن عودتي هذه المرة كانت أقوى بكثير من المرات السابقة ،حيث تعرفت على بعض تجار المخدرات الذين لهم علاقة بالخارج وقاموا بتعريفي على احد الممولين في دولة عربية وقام بالتعاون معي وأرسل لي كمية من المخدرات بعت منها الكثير أصبح لدي أموال لا تحصى ،حصلت على كل شيء كنت أتمناه طيلة حياتي ،ركبت أفخم السيارات وامتلكت أكبر القصور ،ونسيت بأن هناك رباً سيعاقبني في يوم من الأيام.
حب المال
وفي آخر مرة شاء الله أن يفضح أمري عندما قمت باستقبال آخر كمية ،منحني فرصتين عندما كنت سأدخل للمدينة التي أعيش فيها قام رجال المكافحة بتفتيشي صدفة وهم يقومون بالتفتيش ،عرفت أن نهايتي أوشكت ،لكنهم لم يعثروا على شيء ،بعدها قمت بتجهيز الكمية لنقلها إلى الدمام وأثناء مروري بمكان مشبوه لاحظت فرقة أخرى من رجال مكافحة المخدرات يتابعونني ،وعدت أدعو الله أن يخلصني منهم، فلما تمكنت من التخلص منهم جهزت الكمية واتجهت إلى مدينة الدمام وقبل محافظة حفر الباطن وفي إحدى نقط التفتيش تم الاشتباه بي وتفتيشي وتم ضبط المخدرات معي لأني لم استغل الفرصة التي منحني إياها رب العالمين .
ولم أقف عند هذا الحد ،بل من كثر حبي للمال ظللت ابحث عنه ،وأنا داخل السجن للمرة الثالثة وتم إيقافي في السجن وبقيت على اتصال مع رفقاء السوء إلى أن أدنت في التعاون في إدخال كميات من المخدرات للمملكة وأنا داخل السجن حكم علي بعدها بالقتل تعزيراً عشت سنين الضياع لم أفكر بزوجتي المسكينة لم أفكر بوالدي ووالدتي ،وقبل كل هذا لم أفكر في رب العالمين الذي خلقني لعبادته ،وإنه تكفل برزقي ورزق أهلي.
شعور بالذنب
وشعرت بالذنب والندم والحسرة للوهلة الأولى ،لكني لم أكن مبالياً كثيراً بما حصل، فقد أغواني الشيطان ، وفي أحد الأيام شاء الله أن يغير مجرى حياتي ويعطيني آخر فرصة وقبل صلاة الفجر خلدت إلى النوم وبعد انتهاء الصلاة إذا بسكون يملأ المكان وإذا بأحد السجناء يقوم بإيقاظي دون أن يتكلم معي ولما نهضت ،وإذا بعض افراد السجن داخل الغرفة في غير وقتهم المعتاد ،نظرت إلى الساعة فهي في الخامسة والنصف صباحاً ،وهذا موعد نعرفه نحن السجناء إنه وقت يبلغ فيه من كان محكوم بالقصاص، يتم أخذه في هذه الساعة، نظرت نظرة أخيرة إلى زملائي وإذا بدموعهم تنهمر طلبت من المسئول أن يسمح لي أن أغتسل فوافق اخذت ملابسي وأنا متجه إلى دورة المياه أدعو الله ان يمنحني فرصة أخيرة لكي أتوب إليه وخلال مسافة لم تتجاوز عشرة أمتار بدأت أرى شريط حياتي لم أجد فيه شيئاً يشفع لي عند ربي ،وقتها عرفت الله حقاً ، سلمت أمري لله واتجهت إلى الغرفة وإذا بالحرس ينتظرونني لبست ملابسي وطلبت منهم دقيقة واحدة لأصلي ،سجدت لله ،وطلبته فرصة أخيرة مع دمعة طاهرة ،فلما انتهيت ونزلت معهم إذا بالضابط المناوب يقول لي تم نقلك إلى سجن الدمام ،حسب طلبك لم أصدق ،فقد استجاب الله لدعوتي ،ومن هنا قررت أن أتوب إلى الله عز وجل عسى أن يغفر لي ما قدمت عند وصولي لسجن الدمام تقابلت مع ضابط في السجن كان يحثني على إصلاح نفسي والعودة إلى الله وأمر بوضعي في العنبر المثالي لما فيه من أجواء ساعدتني على التوبة ،تعرفت في هذا العنبر على أناس أخيار ساعدوني على التغلب على نفسي والشيطان .
حكم الله
وها أنا بعد كل ما اقترفته من ذنوب في حق نفسي وعائلتي والكثيرين من الشباب الذي دمرتهم بالمخدرات أنتظر اليوم الذي سيطبق فيّ حكم الله ، رغم أنني مرتاح نفسياً فقد صلح حالي وتبت إلى الله توبة نصوحاً ،وأسأله سبحانه أن يرحمني، وكلي أمل أن أمنح فرصة أخيرة بعد هذا الحكم الذي صدر بحقي ،فقد حفظت إلى الآن 23 جزءا من القرآن الكريم ،وكلي أمل أن يوفقني الله لكي أتم حفظ القرآن كاملاً . وكم أتمنى أن يطلع الجميع على قصتي ليتعظ من ساروا في نفس النفق المظلم الذي سرت فيه، فهذا الطريق ليس له نهاية إلا الموت مهما طال الزمن ،فستكون نهايتك معروفة لأن الله يمهل ولا يهمل .